في يومنا هذا وفي وجود انتشار واسع للهواتف الذكية ، وزيادة الاعتماد على تطبيقات الهاتف في مختلف أوجه الحياة اليومية ، لم يعد نجاح تطبيقات الجوال مقتصرًا على توفير ميزات قوية ، أو أداء تقني عالٍ فقط، بل أصبح تصميم تجربة المستخدم UX ، وواجهة المستخدم UIعاملًا أساسيا في جذب المستخدمين والحفاظ عليهم ، المستخدم في يومنا هذا لا يملك الوقت الكافي أو الصبر للتعامل مع تطبيق معقد أو ممل ، وبالتالي إذا لم يكن التطبيق جذّابًا وسهل الاستخدام ، سيفقد المستخدم اهتمامه ويبحث عن تطبيقات أخرى.
أولًا: تجربة المستخدم (UX - User Experience)
يقصد بمفهوم تجربة المستخدم (UX) : الشعور أو الانطباع العام الذي سيتكون لدى المستخدم أثناء استخدامه وتفاعله مع التطبيق ، ولا تتوقف تجربة المستخدم عند أداء التطبيق الخاص بك ، أو قدرته علي أداء كل وظيفة موجودة في التطبيق ، بل تشمل أيضًا شعور المتكون لدي المستخدم، وسهولة التنقل، وسرعة إنجاز المهام، ووضوح الواجهة ، فكل خطوة داخل التطبيق بداية من تسجيل الدخول، مرورًا بالتصفح، إلى إتمام العمليات المالية تُشكّل جزءًا من تجربة المستخدم ، وكلما كانت هذه الرحلة أكثر سهولة ، وأقل تعقيدًا، كلما زاد ارتباط المستخدم بالتطبيق واستعداده لاستخدامه مجددًا ، لان المستخدم العادي يتخذ قرارًا بالبقاء في التطبيق أو مغادرته في أقل من 10 ثوانٍ حسب احصائية من Google UX Research.
مكونات تجربة المستخدم تشمل:
1. هيكلية التطبيق وتدفق الصفحات (User Flow)
عندما يستخدم أي شخص تطبيقً لأول مرة، فإنه يسير في طريق معينً ليتمكن من عمل مهمة محددة مثل شراء منتج، أو إرسال رسالة، أو حجز موعد ، هذا الطريق الذي يسير فيه المستخدم يُسمى تدفق المستخدم أو User Flow ، ويُعتبر تنظيم هذا التدفق عنصرًا أساسيًا في تصميم تجربة المستخدم لتنال رضا العميل ، لأن التطبيق مهما كان به من مميزات قوية، إذا لم يكن الطريق واضحًا وسهلًا، سيشعر المستخدم بالارتباك وربما يترك التطبيق نهائيًا ، كما أن التطبيقات التي تعتمد على تدفق مستخدم واضح تحقق معدل إنجاز مهام أعلى بنسبة 30% من التطبيقات غير المنظمة ، الهدف من تنظيم تدفق صفحات التطبيق :
- تسهيل استخدام التطبيق عندما يكون تسلسل الصفحات واضحا وسهلا ومنطقيا، يعرف المستخدم ما الذي يجب عليه فعله دون الحاجة للتفكير أو التجربة الذي يؤدي الي خروجه من الموقع ، كما تشير دراسة من شركة Clutch إلى أن 94% من المستخدمين يقيّمون سهولة الاستخدام كأهم عامل في قرارهم بالبقاء داخل التطبيق أو حذفه.
- تقليل التشتت بدلًا من عرض كل الخيارات مرة واحدة، يتم تقديم المحتوى بشكل تدريجي خطوة بخطوة، مما يجعل من السهل علي المستخدم المعروض أمامه ، وأكثر تركيزًا في الخيارات المعروضة حاليا ، بحسب تقرير من NNGroup، فإن المستخدمين يتخذون قرارات أسرع بنسبة 30% عندما يتم عرض المعلومات بطريقة تدريجية (Progressive Disclosure) بدلًا من عرض كل شيء دفعة واحدة.
- زيادة نسبة إنجاز المهام كلما كان المسار أقصر وأوضح، زادت احتمالية إتمام المستخدم للمهمة بنجاح، مثل إتمام الشراء أو إرسال الطلب.
2. سهولة التنقل والوضوح (Usability)
سهولة الاستخدام (Usability) هي أحد اهم عناصر تجربة المستخدم ، وهي تجعل التطبيق يبدو طبيعيًا ومريحًا للمستخدم منذ اللحظة الأولى ، فالمستخدم لا يريد أن يشعر بأنه في حاجة الي تعلم استخدام هذا التطبيق، بل يجب أن يفهمه من أول نظرة، ويتنقّل بين صفحاته بسهولة دون الحاجة إلى تفكير أو شرح ، كلما كان التصميم واضحًا وسهل التفاعل معه، زادت فرص بقاء المستخدم داخله، وزادت ثقته في التطبيق.
- مفهوم بدون شرح عندما يفتح المستخدم التطبيق لأول مرة، يجب أن يعرف أين يذهب وماذا يفعل دون أي تعليمات معقدة وتحتاج للتعلم ، فلتصميم الجيد لا يحتاج إلى دليل، بل يشرح نفسه بنفسه ، كما ان 86% من المستخدمين يغلقون التطبيق إذا لم يفهموا كيف يعمل خلال أول دقيقتين من الاستخدام بحسب تقرير UXCam.
- عناصره واضحة ومألوفة التطبيق يجب أن يستخدم عناصر تصميمات مألوفة، مثل شكل الأزرار، وأيقونات القائمة، وألوان التحذير، والروابط للتنقل ، وكل هذه الأشياء تجعل المستخدم يشعر بالأمان لأنه يعرف كيف يتصرف ، وفقًا لـ Interaction Design Foundation فإن استخدام عناصر مألوفة يقلل من معدل الخطأ بنسبة تصل إلى 60%، ويزيد من سرعة تنفيذ المهام.
- يحتوي على نظام تنقل بسيط ومباشر نظام التنقل (Navigation) هو العمود الاساس لأي تطبيق ، سواء كان عبارة عن شريط سفلي (Bottom Tab Bar) أو قائمة جانبية (Side Menu)، يجب أن يكون سهل الفهم والوصول بدون تعقيد ، كما ان أكثر من 50% من المستخدمين يغادرون التطبيق بسبب الصعوبة التي تواجههم في التنقل داخل التطبيق بحسب Google UX Team
3. سرعة تنفيذ المهام وتقليل عدد النقرات
في عالم الانترنت الشاسع الذي يعتمد على السرعة والراحة، لا يحب المستخدم أن يُضيع وقته في تطبيق يتطلب منه خطوات كثيرة ومعقّدة لإنجاز أمر بسيط ، سرعة تنفيذ المهام تُعد من أبرز معايير جودة تجربة المستخدم (UX)، فكلما كانت الخطوات أقل، والتنقل أسهل، زادت كفاءة التطبيق، وقلّت فرص تخلّي المستخدم عنه.
- إنجاز المهام بأقل عدد ممكن من الخطوات يجب عليك تصميم التطبيق بطريقة تسمح للمستخدم بإتمام أي عملية داخل التطبيق كالتسجيل أو الشراء خلال خطوات محدودة وواضحة، دون تعقيدات أو خطوات زائدة ، كما تشير احصائيات بان 53% من المستخدمين يغادرون التطبيق إذا استغرق تحميل الصفحات أو تنفيذ المهام أكثر من 3 ثوانٍ بجسب Google
- تقليل البيانات المطلوب إدخالها لا يحب المستخدم إدخال كثير من المعلومات ، لان ذلك يجعله يشعره بالملل ، ووفقا للتقرير التابع Baymard Institute ، فإن حوالي 27% من المستخدمين يتخلّون عن إتمام عمليات التسجيل أو الشراء بسبب نموذج إدخال بيانات طويل أو معقد ، خاصة على شاشة هاتف صغيرة ، لذا يجب تقليل الحقول النصية قدر الإمكان، والاستعانة بخيارات ذكية مثل:تعبئة تلقائية ، استخدام بيانات من حساب Google أو Apple ، تفعيل اقتراحات جاهزة
- تقليل التنقل بين الشاشات كثرة التنقل بين صفحات التطبيق تُبطئ التجربة وتجعل المستخدم يشعر وكأنه يضيع وقته ، فالأفضل أن تكون الخطوات الأساسية مدمجة في شاشة واحدة أو اثنتين على الأكثر، ما دامت المعلومات واضحة وسهلة الفهم فإن هذا سيكون محبب للمستخدم ويزيد من اقباله علي التطبيق
4. توقّع سلوك المستخدم وتقديم حلول لمشاكله
في التطبيقات الحديثة لم يعد يكفي أن ينتظر التطبيق تفاعل المستخدم، بل يجب أن يسبقه بخطوة ، هذا ما يُعرف بـ ``التصميم الاستباقي`` (Anticipatory Design)، أي أن يقوم التطبيق بتوقع ما يحتاجه المستخدم، ويقدمه له قبل أن يطلبه ، تجربة المستخدم الذكية تراقب السلوك، وتتعلم منه، ثم تبني قرارات تساعد المستخدم على إنجاز مهامه بسرعة وسهولة دون أن يُفكر كثيرًا.
- اقتراح حلول تلقائية مثلًا إذا اراد المستخدم استرجاع كلمة المرور الخاص به ، يمكن للتطبيق أن يقترح إرسال رمز التحقق تلقائيًا إلى بريده المسجل في التطبيق من قبل بدلًا من سؤاله أولًا ، لان نسبة 76% من المستخدمين يتوقعون أن تفهم التطبيقات مايدريدونه وتقدم اقتراحات لهم تناسب احتياجاتهم دون أن يطلبوا ذلك ، بحسب Salesforce Research
- عرض نتائج أو خيارات بناءً على استخدامه السابق إذا كان المستخدم يتكرر شراؤه من نفس التصنيف أو يبحث عن كلمات معينة، يجب أن تُعرض له هذه العناصر أولًا أو يتم تمييزها ، لان تقريرا من Accenture أشار إلى أن 91% من المستخدمين أكثر استخدام للتطبيقات التي تتفاعل معهم والتي تقدم توصيات بناءً على تفضيلاتهم وسلوكهم السابق. للمزيد
- إرسال تنبيهات مخصصة مثل ارسال إشعار بأن منتجًا مفضلًا للمستخدم عاد إلى المخزن ، أو تذكره بان يكمل الطلب غير المنتهي، أو عرض خاص يُناسب سلوك الشراء السابق للمستخدم، وفقًا لتقرير Leanplum فإن معدل فتح التنبيهات المخصصة أعلى بنسبة 800% مقارنة بالتنبيهات العامة.
5. استجابات التطبيق (Feedback)
لايمكن في هذا الوقت في تجربة المستخدم ، الاعتماد علي التصميم الجميل والجذاب فقط ، لان هذا ليس كافيا ، بل يجب توفيرالاستجابات الفعّالة والمباشرة ، لانها اصبحت جزء من ضمن اجزاء واجهة المستخدم ، التي لا يمكن الاستغناء عنها ،عندما يريد المستخدم القيام بشيء معين ، مثل تسجيل الدخول ، او ارسال النموزج ، او اتمام الشراء الخاص به ، فمن الضروري والمطمئن للمستخدم ، ان يتلقي رد من التطبيق ، يؤكد له ان العملية التي يقوم بها قد تمت بنجاح ، او فشلت ، وفي هذه الحالة يعطيه السبب ، هذا هو مايعرف ب (Feedback) ، فهو ليس مجرد عنصر تصميم جمالي ، بل هو اداة تفاعلية مع المستخدم لتقليل القلق، وزيادة الثقة، وتحسين الفهم العام لسير العمل داخل التطبيق ، وفقا لدراسة تبعا ل NNG Group ، فإن المسخدمين يتخذون قرارات اسرع في التطبيقات بنسبة 45% ، عندما يتلقو استجابة مرئية مباشرة بعد تنفيذ اجراء معين ، كما أن 70% من المستخدمين يشعرون بالإحباط ، عندما لا يحصلون على استجابة واضحة ، بعد الضغط على زر أو تنفيذ إجراء.
أشكال الاستجابة (Types of Feedback)
الاستجابات لا تقتصر على النصوص فقط، بل تشمل عدة أنواع بصرية وتفاعلية تساعد على تحسين تجربة المستخدم:
- رسائل النجاح أو الخطأ (Success & Error Messages) هي الرسائل التي تظهر بعد قيام المستخدم بعملية معينة ، وتوضّح ما إذا تمّ تنفيذ الأمر بنجاح أم حدث خطأ ، مثال: تم إرسال الرسالة بنجاح -حدث خطأ أثناء تحميل البيانات ، يرجى المحاولة لاحقًا ، وهذه الرسائل تساعد المستخدم علي معرفة نتائج الخطوات التي قام بها ، تشير للمستخدم نحو الاخطاء لتجنبها في المرة القادمة
- تغيير لون الزر عند الضغط (Button States) عند الضغط على زر، يتغير لونه أو حالته (مثل التعتيم أو إظهار مؤشر تحميل)، وهو عنصر بسيط لكنه ضروري وذو دلالة جدًا لإشعار المستخدم بأن التطبيق تلقى أمره ، مثال:عند الضغط على زر إرسال يتحول الي جار الارسال مع لون مميز ، وهذا يطمئن المستخدم بأن التطبيق استجاب له
- مؤشرات التحميل أو الانتظار (Loaders & Spinners) هذه المؤشرات تُستخدم عند تحميل بيانات أو معالجة أوامر، وتُعد من أكثر أدوات الطمأنة فعالية ، ووفقًا لدراسة من Google UX Team، فإن وجود مؤشر تحميل يقلّل معدل التخلي عن الصفحة ، بنسبة 22% مقارنة بعدم وجود أي مؤشر.
الهدف من الاستجابات (Purpose of Feedback)
الاستجابة في التطبيق ليست مجرد عناصر جمالية إضافية، بل هي وسيلة تواصل بين التطبيق والمستخدم، وأهدافها الرئيسية تشمل:
- تأكيد الأفعال (Action Confirmation) لكل نقرة أو إجراء يقوم به المستخدم ، يجب أن يقابله استجابة من التطبيق ، تؤكد أن التطبيق فهم الامر وتفاعل.
- طمأنة المستخدم أن النظام يعمل (System Status) في حال تأخر الاستجابة من التطبيق ، يشعر المستخدم بالقلق او الملل ، وجود مؤشرات بصرية ، أو رسائل تخبره بأن النظام قيد التحميل ، تخفف من هذا التوتر.
- تقليل القلق والارتباك (Reduce Confusion) عدم وجود استجابة يجعل المستخدم يشكّ في أدائه، أو في التطبيق نفسه، مما قد يؤدي لمغادرته أو اتخاذ قرارات خاطئة.
6. توافق التطبيق مع توقّعات المستخدم
عندما يستخدم شخصٌ ما تطبيقًا لأول مرة، ففي الغالب ليس هذا اول تطبيق يستخدمه ، وبالتالي فإنه يأتي ومعه تجاربه الماضية في التطبيقات الاخري ، وتوقعاته في طريقة عمل التطبيق ، من مئات التطبيقات ، والمواقع التي تعامل معها من قبل ، هذه التوقعات تشمل أماكن الأزرار، ألوان التحذير، أماكن القوائم، وطريقة تفاعل التطبيق ، لذلك يجب عليك ان تصمم التطبيق ، بحيث أن التصميم يتوافق مع هذه التوقّعات ، بدلاً من مفاجأة المستخدم بتصاميم غريبة ، وغير مألوفة له ، لأن البعد عن المألوف قد يربك المستخدم، ويؤدي إلى خروجه من التطبيق ، كما ان نسبة 83% من المستخدمين يغادرون التطبيق ، عند مواجهة تجربة استخدام غير مريحة ، أو غير متوقعة ، بينما يزيد احتمال تكرار الاستخدام بنسبة 50% ، عندما تتوافق واجهة التطبيق مع ما يتوقعه المستخدم دون تفكير ، بحسب تقرير UXCam
أمثلة على توقّعات المستخدم
- زر الحذف باللون الأحمر لان لون أحمر يساوي تحذير ، أو إجراء خطير، لان له دلالة رمزية ، كما انه يلفت انتباه المستخدم ، فإذا كان الزر الحذف بلون أزرق ، أو أخضر، فذلك قد يسبب خطأ في تجربة المستخدم بدون قصد.
- زر التالي في الأسفل على اليمين هذا الترتيب والمكان هو الأكثر استخدامًا عالميًا ، وبالتالي لايحتاج المستخدم للتفكير والبحث عن مكانه ، سواء في النماذج ، أو تطبيقات التنقل أو مواقع التجارة الإلكترونية.
- أيقونة الرجوع في أعلى اليسار خصوصًا في التطبيقات التي تستخدمها اليد اليمنى (كالهواتف) ، فإذا وضع في مكان غير هذا ، يتوه المستخدم ويشعر بانه في متاهة، يكون هذا الموضع هو الأكثر طبيعية لزر الرجوع.
الهدف من احترام التوقعات
- تقليل وقت التعلّم عندما يتوافق التصميم مع خبرات المستخدم السابقة في التطبيقات ، فإنه لا يحتاج إلى إعادة تعلم ، أو البحث عن كيفية التعامل مع الواجهة ، وهذا يقلل الوقت اللازم للتأقلم.
- زيادة الثقة والارتياح النفسي كلما شعر المستخدم أن الأمور تسير كما يتوقع، زادت ثقته في التطبيق ، والشركة التي تقف وراءه ، فالراحة النفسية عامل أساسي في استمرار الاستخدام.
- عدم مفاجأة المستخدم بتصميم مربك الإبداع شيء جميل، لكن لا يجب أن يكون على حساب نجاح التطبيق ، فالتصميم الغريب ، أو غير المألوف قد يثير الإعجاب لحظيًا، لكنه يسبب الارتباك ، والتيه ، ويُضعف تجربة الاستخدام على المدى الطويل.
ثانيًا: واجهة المستخدم (UI - User Interface)
أصبحت واجهة المستخدم (UI) ، من أهم العناصر التي تحدد نجاح أي تطبيق حالي ، فهي الواجهة المرئية التي يراها المستخدم ويتفاعل معها لحظة بلحظة ، وتشمل الأزرار، والأيقونات، والألوان، والتخطيطات، والرسوم المتحركة، وكل ما يظهر للمستخدم على الشاشة ، ليست مجرد شكل خارجي فقط بل طريقة فعالة لتوجيه المستخدم، وتحسين تجربة استخدامه ، وتحفيزه على التفاعل والبقاء داخل التطبيق ، ووفقا لتقرير من Forrester Research،فإن واجهة المستخدم المميزة ، تزيد من معدل اقبال المستخدمين على التطبيق بنسبة 200% ، كما ان الانطباع الاول للمستخدمين عن التطبيق ، فإنه بنسبة 94% في اي تطبيق يتوقف التصميم ، و الشكل الخارجي ، طبعا لدرسة من شركة Sweor .
مكونات UI تشمل:
اختيار الألوان (Color Theory)
اللون هو من أقوى الأدوات البصرية ، في تصميم اي واجهة المستخدم في التطبيقات ، فهو لا يقوم فقط بإضافة المنظر الجمالي للتطبيق ، بل يُعتبر وسيلة ذو اهمية قصوي ، فهو يقوم بالتوجيه النفسي والسلوكي للمستخدم ، فالالوان تؤثر بشكل كبير ، على انطباع الأول لدي المستخدم، وتساهم في بناء منتج ذو هوية موحدة ، كا تُساعد في توجيه الانتباه إلى العناصر المهمة ، في داخل التطبيق أو الموقع ، فالاحصايات تشير ان 85% من المستخدمين يقررون الشراء بناءً على لون المنتج فقط : ما يجب مراعاته عند اختيار الألوان:
- اختيار ألوان متناسقة (Color Harmony) اختيار الألوان متناسقة يُساهم في عمل تجربة مريحة للعين، ويمنع المستخدم من المغاردة ، فالألوان المتسقة تعمل معًا بتناغم ، وتجعل التصميم يبدو أكثر احترافية وانسيابية ، وحسب دراسة من شركة Adobe ، فإن المستخدمين يقضون وقتًا أطول بنسبة 60% في المواقع ،والتطبيقات ، التي تعتمد علي استخدام الوان متناسقة ومتناغمة مع بعضها ، مقارنة بالتطبيقات الاخري
- استخدام الالوان للدلالة (مثل الأحمر للتحذير، والأخضر للنجاح) تُستخدم الألوان بشكل رمزي ، لتوصيل المعنى بسرعة ، دون الحاجة إلى الكلمات ، مثلًا: الأخضر: يدل على النجاح، التأكيد، أو السلامة ، الأحمر: يشير إلى الخطأ، التحذير، أو الخطر ، كما ان 62% من المستخدمين ، يقومون بالتعرف علي طبيعة الرسالة ، سواء كانت خطا، او نجاح ، او تنبيه ، بناء علي اللون فقط
- مراعاة التباين بين الخلفيات والنصوص (Color Contrast) التباين الواضع في استخدام الالوان بين الخلفية ، والنص ، يُسهل القراءة علي المستخدم ، ويُحسن إمكانية الوصول (Accessibility)، وهي ذو اهمية كبري ، خاصة للأشخاص ذوي الإعاقات البصرية ، أو كبار السن ، كما ان ضعف التباين يؤدي إلى إجهاد العين ، وزيادة معدل مغادرة الصفحة.
الخطوط (Typography) وحجم النصوص
الخط لايقتصر فقط في التطبيق علي عرض الكلمات، بل هو من أقوى العناصر التصميم ، ويقوم بالتأثير على تجربة المستخدم ، إذ يُعتبر الخط هو الصوت للتطبيق، والذي ينقل الرسائل ، والمحتوى ، كما يساعد في عمل هوية وشخصية للتطبيق ، فالخط المناسب لا يقتصر فقط على الجمال، بل يُسهِّل القراءة، ويُوجِّه العين، ويُحدّد الأولويات داخل الواجهة ، واوضحت الاحصائيات تبعا لدراسة في معهد MIT الي الخطوط السيئة تساهم تبطيء سرعة القراءة لدي المستخدم بنسبة 35% ، كما ان القراءة تصبح اسهل عند استخدام خطوط مميزة ، واستخدام تباعد مناسب بين الكلمات ، ما يجب مراعاته عند التعامل مع الخطوط:
- اختيار خط واضح وسهل للقراءة على الشاشات الصغيرة في هذا الوقت معظم مستخدمي التطبيقات ، يمتلكون هواتف ذو شاشات صغيرة ، وبالتالي يجب الاعتماد علي خطوط واضحة ، تميز النص للمستخدم ولا يعاني من قرائتها ، فيجب ان يكون الحرف واضع ، وحتي وهو في اقل احجامه ، فبلغت نسبة مستخدمي الانترنت ف العالم ،الذين يتصفحون من هواتفهم 70% ، مما يجعل وضوع الخط امر مهم جدا
- استخدام أحجام مختلفة لتحديد التسلسل الهرمي للمحتوى (Visual Hierarchy) استخدام أحجام خطوط مختلفة لعناوين الأقسام، الفقرات، والتفاصيل يُساعد المستخدم على فهم البنية العامة للمحتوى، وتحديد النقاط الأكثر أهمية ، مثل استخدام 24px للعنوان الرئيسي ، والعنوان الفراعية مثلا 18px،فالمستخدم يستغرق 0.5ثانية ، ليري اذا كانت الصفحة تستحق القراءة ام لا
- الحفاظ على تباعد مناسب بين السطور والكلمات (Line Height & Spacing) التباعد المناسب بين الكلمات يُخفّف من إجهاد العين، ويساعد القارئ على تتبع النص دون ان يختلط عليه الامر ، يجب أن يكون هناك توازن بين الكثافة البصرية والراحة البصرية.
الأزرار، الأيقونات، القوائم، الصور، والمسافات
في التطبيق يوجد عناصر يتفاعل معها المستخدم الأزرار، الأيقونات، القوائم، الصور،وهي تعتبر الاصل واهم شيء ،في واجهة المستخدم (UI) ، فهي التي تجعل المستخدم يحب التطبيق ، وتحول التصميم من مجرد شكل خارجي ، الي تجربة ممتعة للمستخدم ، وطريقة تصميم هذه العنصر ، تؤثر علي مدي سهولة التطبيق ، وسرعة التفاعل ، ورضا المستخدم عن التطبيق اثناء التصفح ، لان 75% من قرارات المستخدم للتفاعل في التطبيق ، تعتمد علي هذه العناصر ، وفقا لتقري من Nielsen Norman Group ، ما يجب مراعاته في تصميم وتوزيع هذه العناصر:
- تصميم الأزرار بأحجام مناسبة للمس (Finger-Friendly) يجب ان ننتنبه في تصميم التطبيق ، الي تصميم العناصر لتكون كبيرة بما يكفي ، ويتم لمسها بسهولة ، بدون ان يؤدي ذلك الي الضغط علي عناصر اخري ، فحسب احصائة من Google ، اوضحت ان اخطاء الاستخدام علي الهاتف بنسبة 42% ، يرجع الي صغر حجم الازرار او قربها من بعضها
- استخدام أيقونات مفهومة وعالمية (مثل السلة، القلب، العدسة) استخدام هذه الأيقونات تُختصر المفاهيم في رموز بصرية يسهل على المستخدم فهمها ، استخدام الرموز الشائعة يُساعد على تقليل وقت التعلم وزيادة سرعة التفاعل ، 68% من المستخدمين يتعرفون على وظيفة الزر من خلال الأيقونة فقط، حتى بدون نص مرافق (حسب دراسة من Adobe).
- تنظيم القوائم بطريقة منطقية ومتوقعة القوائم تُنظّم المحتوى وتُوجّه المستخدم. يجب أن تُرتّب القوائم بشكل منطقي (من الأهم إلى الأقل أهمية)، وأن تحتوي على عناصر مألوفة للمستخدم، مع قابلية البحث والتنقل السلس.
ثالثا : أهمية تجربة المستخدم (UX) في تطبيقات الجوال
إن تجربة المستخدم (UX) تُعَدُّ اليوم من أهم الركائز في تطوير تطبيقات الجوال الناجحة، فهي لا تقتصر على ``جعل التطبيق يبدو جيدًا``، بل تمتد لتشمل طريقة تفاعل المستخدم، وسهولة أداء المهام، ودرجة الرضا النفسي أثناء الاستخدام. وفيما يلي تفصيل لأهم الجوانب التي توضح أهمية UX في هذا السياق:
اولا : تحسين رضا المستخدم
تصميم تجربة مستخدم جيدة يعني أن المستخدم يشعر بالراحة والسهولة أثناء استخدام التطبيق، من لحظة فتح التطبيق وحتى إنهاء مهمته ، بحسب دراسة من شركة Think With Google، فإن 61% من المستخدمين لا يعودون إلى تطبيق إذا شعروا أن تجربة الاستخدام كانت سيئة ، أهم العناصر التي تُسهم في تحسين رضا المستخدم:
1. تنظيم المحتوى بطريقة منطقية
المحتوى هو اساس التطبيق، وتنظيمه بشكل منطقي يجعل المستخدم يصل إلى ما يريد بسرعة وسهولة ، بدون عقبات إذا كان المحتوى غير جيد أو غير منسق، فإن المستخدم سيشعر بالارتباك والملل ، لذلك، يجب أن يكون تنظيم المحتوى مدروسًا بعناية ، ومن وسائل ذلك:
- تقسيم المحتوى إلى أقسام واضحة مثل استخدام تبويبات أو عناوين فرعية.
- ترتيب العناصر حسب الأولوية المعلومات الأهم تظهر أولًا، وتدفق طبيعي للمحتوى.
- استخدام مساحات بيضاء (White Space) لتقليل التشتت وتحسين التركيز على العناصر.
2. وضوح عناصر التحكم
عناصر التحكم مثل الأزرار والروابط يجب أن تكون واضحة ومفهومة، لأن المستخدم يعتمد عليها للتفاعل مع التطبيق ، إذا كانت هذه العناصر غير ظاهرة أو مربكة، فستؤدي إلى تجربة سيئة وفقدان للثقة ، ومن معايير الوضوح:
- أزرار واضحة وسهلة الفهم بلون وحجم مناسب، وتكتب بأفعال واضحة مثل "اشترِ الآن"، "تسجيل".
- الروابط قابلة للنقر بوضوح لا تُدمج في النصوص بشكل يربك المستخدم.
- استخدام رموز مألوفة مثل أيقونة السلة للشراء أو العدسة للبحث.
3. تقليل الإرباك أثناء التصفح
كلما كانت تجربة التصفح أبسط وأوضح، كلما شعر المستخدم بالراحة واستمر في استخدام التطبيق ، التصميم الجيد يجب أن يوجه المستخدم بشكل غير مباشر، ويمنعه من الشعور بالضياع أو الارتباك ، ولتحقيق ذلك:
- تنقل سلس وبسيط قوائم منظمة، وسهولة الرجوع للخلف أو الانتقال بين الأقسام.
- ثبات في التصميم (Consistency) عدم تغيير أماكن الأزرار أو الألوان بشكل مفاجئ.
- استخدام الإشعارات أو الرسائل التوضيحية عند الحاجة لتوجيه المستخدم دون إزعاجه.
4. سرعة الأداء
لا شيء يزعج المستخدم أكثر من تطبيق بطيء ، الأداء السريع يعكس جودة التطبيق واحترافيته، ويساعد في الحفاظ على رضا المستخدم واستمراره في الاستخدام ، ولتحسين الأداء:
- سرعة التحميل كل ثانية تأخير تؤثر سلبيًا على تجربة المستخدم.
- الاستجابة الفورية للأوامر عدم وجود تأخير عند النقر أو التمرير.
5. التوافق مع الأجهزة المختلفة
تطبيقك يجب أن يعمل بسلاسة على مختلف الأجهزة وأنظمة التشغيل ، التوافق يعني أن تجربة المستخدم ستكون ممتازة سواء على الهاتف أو التابلت أو الكمبيوتر ، ويتحقق ذلك من خلال:
- تصميم متجاوب (Responsive Design) يظهر التطبيق بشكل مثالي على الهواتف، التابلت، والكمبيوتر.
- سهولة الاستخدام على الشاشات الصغيرة الأزرار قابلة للنقر بالأصابع بسهولة.
6. إمكانية الوصول (Accessibility)
لكي يكون التطبيق شاملاً، يجب أن يكون متاحًا للجميع، بما فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة ، إهمال إمكانية الوصول يحرم شريحة كبيرة من المستخدمين من استخدام التطبيق ، وتشمل متطلبات الوصول:
- دعم المستخدمين ذوي الاحتياجات الخاصة مثل قراءة الشاشة (Screen Reader)، وضبط التباين.
- حجم الخط قابل للتعديل أو اختيار خط واضح ومريح للقراءة.
ثانيًا: زيادة معدل الاحتفاظ بالمستخدمين (User Retention)
كلما كانت تجربة المستخدم أكثر سلاسة ومتوفقة مع توقعاته، زادت احتمالية أن يعود لاستخدام التطبيق مرة اخري ، العكس صحيح أيضًا فالتطبيق ذو تجربة معقدة أو مربكة غالبًا ما يتم حذفه بعد أول استخدام ، بحسب تقرير من Localytics، فإن معدل الاحتفاظ بالتطبيقات ذات UX عالي الجودة يمكن أن يرتفع بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالتطبيقات ذات UX ضعيف.
ثالثًا: تحسين أداء التطبيق وسرعة الإنجاز
تجربة المستخدم لا تقتصر على التصميم الجذاب فقط، بل تعتمد بشكل كبير على الأداء السريع وسهولة الإنجاز ، المستخدم اليوم لا يملك صبرًا طويلًا، ويتوقع استجابة فورية من التطبيقات ، أي بطء في التحميل أو تعقيد في الوصول للمعلومة يؤدي إلى إحباطه ومغادرته للتطبيق.
1. تسريع زمن تحميل الشاشات
- استخدام تقنيات التحميل الكسول (Lazy Loading) لعرض المحتوى عند الحاجة فقط.
- تقليل حجم الصور والملفات باستخدام الضغط أو التنسيق المناسب (مثل WebP للصور).
- الاستفادة من التخزين المؤقت (Caching) لتسريع تحميل الصفحات المتكررة.
- تقليل الطلبات إلى الخادم (HTTP Requests) عبر دمج الملفات واستخدام Content Delivery Network (CDN).
2. تقليل عدد النقرات المطلوبة للوصول للمحتوى
- اختصار رحلات المستخدم (User Journeys) من خلال ربط مباشر بين الصفحات المهمة.
- استخدام أزرار الوصول السريع (Quick Actions) مثل “اشترِ الآن”، “احجز فورًا”.
- إضافة شريط بحث فعال لتسهيل الوصول للمحتوى المطلوب مباشرة.
- إظهار الخيارات الأساسية أولًا بدلًا من إخفائها داخل القوائم.
3. إزالة الخطوات الزائدة أو المعقدة
- اختصار نماذج التسجيل أو الدفع إلى أقل عدد من الحقول.
- دمج الخطوات المتشابهة بدلًا من فصلها في شاشات متعددة.
- إظهار التقدم أو المراحل (Progress indicators) عند وجود عدة خطوات.
- تجنب الأسئلة غير الضرورية التي لا تضيف قيمة في تلك اللحظة.
رابعًا: دعم سهولة الوصول (Accessibility) لذوي الاحتياجات الخاصة
تجربة المستخدم الشاملة لا تكتمل إلا عندما تُصمَّم لتناسب الجميع، بمن فيهم:
- الأشخاص ذوو الإعاقات البصرية أو الحركية.
- كبار السن الذين يحتاجون إلى واجهات بسيطة وواضحة.
- من يعانون من عمى الألوان أو ضعف النظر.
أمثلة على ما يجب تضمينه:
- تباين ألوان كافٍ بين الخلفية والنص.
- دعم قارئات الشاشة (مثل TalkBack في أندرويد أو VoiceOver في iOS).
- أزرار بحجم مناسب للمس.
- تسميات واضحة للعناصر (alt text للأيقونات والصور).
منظمة الصحة العالمية (WHO) تشير إلى أن أكثر من مليار شخص حول العالم يعانون من نوع من الإعاقة. تجاهل هذه الفئة يعني خسارة جزء ضخم من المستخدمين المحتملين.
رابعا : أهمية واجهة المستخدم (UI) في تطبيقات الجوال
تلعب واجهة المستخدم (UI) دورًا محوريًا في تشكيل الانطباع البصري الأول عن التطبيق، كما تُعدّ الوسيط المباشر بين المستخدم والتقنية. كل زر، كل لون، كل عنصر بصري يتم اختياره بعناية يُمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في طريقة استخدام التطبيق ومدى ارتباط المستخدم به.
1. تعزيز الهوية البصرية للتطبيق (Brand Identity) وذلك من خلال :
- ألوان متناسقة تعبر عن شخصية التطبيق،
- خطوط موحدة وسهلة القراءة،
- أيقونات ذات طابع فريد،
2. تقليل معدل الأخطاء وتحسين الاستخدام وذلك من خلال
- الأزرار الكبيرة والمُسماة بوضوح.
- المسافات الكافية بين العناصر.
- تلميحات (Tooltips) ورسوم توضيحية مرافقة.