Play button Pause button
Close button
Hero Image

Agile methodology for mobile applications

admin Uncategorized
Post Thumbnail

 

تعد تطبيقات الجوال أداة ذو أهمية كبيرة في حياتنا اليومية ، فهي تسهّل الخدمات، وتربط بين الناس، وتدير الأعمال ، ولكن تطوير تطبيق جوال ناجح ليست  مهمة سهلة ، بل تحتاج إلى تخطيط متقن ، وتنفيذ مرن، وتفاعل مستمر بين الفريق والعميل ،  وهنا تظهر منهجية الأجايل (Agile) كإطار عمل فعّال لإدارة مشاريع البرمجيات، وبالأخص مشاريع تطبيقات الجوال.

ما هي منهجية الأجايل؟

منهجية الأجايل هي إطار عمل حديث في إدارة المشاريع البرمجية، يعمل على تقسيم المشروع إلى أجزاء صغيرة قابلة للتسليم بسرعة ،  مع مراجعة مستمرة وتفاعل دائم مع العميل ،  تم تطوير هذه المنهجية كردّ على الطرق التقليدية مثل “Waterfall” التي تعتمد على خطوات متسلسلة جامدة لا تفاعل فيها ، والمبادئ الأساسية للأجايل حسب الوثيقة الأصلية (Agile Manifesto):

1. الأفراد والتفاعلات أهم من الأدوات والعمليات

في منهجية الأجايل، يتم التركيز على العنصر البشري باعتباره المحرك الأساسي لنجاح المشروع ،  فوجود فريق عمل متعاون، ومتواصل بفعالية، قادر على حل المشكلات واتخاذ القرارات، له أثر أكبر من الاعتماد الكامل على أدوات أو عمليات جامدة.

لماذا يُعد ذلك مهمًا؟

  • التواصل المباشر يحل المشكلات بشكل أسرع.
  • الفِرق المرنة تتكيف مع التغييرات بكفاءة.
  • الأدوات تُستخدم لخدمة الفريق، وليس العكس.

بدلًا من إضاعة الوقت في إعداد تقارير مطولة باستخدام أدوات معقدة، يُفضَّل عقد اجتماع بسيط بين الفريق لمناقشة ما تم إنجازه، والتحديات، والخطوات القادمة.

2. البرمجيات العاملة أهم من التوثيق الشامل

يركز الأجايل على تقديم منتج يعمل بالفعل، حتى وإن كان في صورته الأولية. وبالتالي، يتم تسليمه بسرعة وتحديثه بشكل مستمر. في المقابل، قد يؤدي التوثيق الزائد إلى استهلاك وقت وجهد كبيرين دون أن يُضيف قيمة حقيقية للمستخدم.

لماذا يُعد ذلك مهمًا؟

  • العميل يهتم برؤية نتيجة ملموسة وليس ملفات توثيق.
  • النسخ التشغيلية تسهّل تقييم الأداء وتقديم التغذية الراجعة.
  • التطوير التدريجي يُسرّع الوصول إلى المنتج النهائي.

بدلًا من كتابة مستندات طويلة تصف كل خاصية، يتم تنفيذ نموذج أولي بسيط يعرض الميزة المطلوبة لتقييمها وتحسينها لاحقًا.

3. التعاون مع العميل أهم من التفاوض على العقد.

في المنهجيات التقليدية، يكون العقد هو المرجع الوحيد لتحديد ما يُمكن وما لا يُمكن تنفيذه، مما يُعيق التقدم عند حدوث تغييرات ، أما في الأجايل فالتعاون المستمر مع العميل يُعد ركنًا أساسيًا، حيث يُسمح له بإبداء الملاحظات واقتراح التعديلات أثناء سير المشروع.

لماذا يُعد ذلك مهمًا؟

  • يساعد على بناء علاقة ثقة بين الفريق والعميل.
  • يسمح بتحسين المنتج بناءً على تغيّر احتياجات السوق أو المستخدم.
  • يقلل من الخلافات المستقبلية التي قد تنشأ عن تفسير بنود العقد.

بدلًا من إغلاق النقاش بعد توقيع العقد، يتم دعوة العميل لحضور مراجعات السبرينت بانتظام لإبداء رأيه وتوجيه الفريق حسب احتياجاته الجديدة.

4. الاستجابة للتغيير أهم من الالتزام بالخطة.

في عالم يتغير بسرعة، يُعد من غير الواقعي الالتزام بخطة ثابتة لا تتغير ، الأجايل يقرّ بأن التغيير أمر طبيعي بل وضروري، ولذلك يتيح التكيّف السريع مع المتغيرات في السوق أو أولويات العميل أو سلوك المستخدمين.

لماذا يُعد ذلك مهمًا؟

  • يحافظ على تنافسية المنتج في سوق دائم التطور.
  • يُعزز من فرص النجاح عبر مواكبة احتياجات المستخدم الحقيقية.
  • يقلل من الهدر في الوقت والموارد في تنفيذ خصائص لم تعد مطلوبة.

إذا ظهر تحليل جديد يثبت أن المستخدمين لا يهتمون بخاصية ما، يتم إعادة ترتيب الأولويات سريعًا، وتأجيل أو إلغاء تلك الخاصية لصالح ما هو أكثر أهمية.

أهمية الأجايل في مشاريع تطبيقات الجوال

تُعد منهجية الأجايل من الأساليب الفعالة في إدارة مشاريع البرمجيات الحديثة، وخاصة عند تطوير تطبيقات الجوال. في هذا السياق، تكمن أهميتها في تمكين فرق العمل من التفاعل مع التغييرات بسرعة، فضلاً عن تقديم تحديثات مستمرة تلبي احتياجات المستخدمين بشكل دوري. ومن ثم، سنستعرض أهميتها بالتفصيل.

السرعة في الوصول إلى السوق (Time to Market)

من أبرز ما يميز منهجية الأجايل هو قدرتها على تسريع دورة تطوير التطبيق، حيث يتم العمل على وحدات صغيرة من الخصائص (Features) في فترات زمنية قصيرة تُعرف بالسبرينت (Sprint) ، هذا يُتيح إصدار نموذج أولي أولي – MVP بسرعة، مما يسمح بدخول السوق مبكرًا وجذب أول المستخدمين ، مما يؤدي إلى:

  • تطوير سريع للـMVP يُمكّن الأجايل من إطلاق نسخة أولية في وقت قصير.
  • اختبار الفكرة مبكرًا يُتيح التفاعل المبكر مع السوق لمعرفة مدى جدوى التطبيق.
  • توفير الوقت والموارد يتم التركيز على الخصائص الأساسية دون تأخير.

مرونة التعديلات (Flexibility in Change)

من أبرز ما يميز منهجية الأجايل هو قدرتها العالية على التكيف مع التغيرات طوال فترة حياة المشروع ، إذ تتيح هذه المنهجية إمكانية إجراء التعديلات بسهولة في أي مرحلة من مراحل التطوير، دون التأثير السلبي على سير العمل أو جودة المنتج النهائي ، والتي تؤدي إلى:

  • سهولة تغيير الأولويات يمكن تعديل المهام وفقًا لحاجة العميل أو السوق.
  • تفاعل لحظي مع ملاحظات المستخدمين يتم دمج الاقتراحات مباشرة في التطوير.
  • تطوير تدريجي حسب الحاجة لا حاجة لتنفيذ كل شيء دفعة واحدة.

تحسين جودة التطبيق (Improved Product Quality)

من خلال تطبيق الأجايل، يتم إجراء اختبارات متكررة في كل دورة تطوير، مثل: اختبار الوحدة (Unit Testing)، والاختبار المتكامل (Integration Testing)، بالإضافة إلى مراجعات الكود المستمرة. كل ذلك يسهم في إنتاج تطبيق أكثر استقرارًا وأقل عرضة للأخطاء ، الفائدة هي :

  • اختبارات مستمرة يتم فحص كل جزء بعد تطويره مباشرة.
  • مراجعة الكود بانتظام يقلل من ظهور الأخطاء أو التكرار.
  • تحسينات دورية يتم تعديل وتحسين الأداء في كل دورة تطوير.

زيادة رضا العملاء (Customer Satisfaction)

في الأجايل، يُعتبر العميل شريكًا أساسيًا في عملية التطوير، حيث تتم دعوته لمراجعة التقدّم بعد كل سبرينت، ويتم الأخذ بآرائه بجدية في تحديد أولويات الخصائص ، هذا النهج يضمن أن التطبيق المُطوّر يعكس الاحتياجات الحقيقية للمستخدم ، الفائدة هي :

  • تواصل دائم مع العميل يُشارك العميل في كل مراحل التقدم.
  • منتج يعكس التوقعات يتم تنفيذ ما يطلبه العميل بدقة.
  • تجاوب سريع مع المتغيّرات يشعر العميل بأن رأيه مسموع ومُنفذ.

التقليل من المخاطر (Risk Reduction)

تقوم منهجية الأجايل على مبدأ التقييم المستمر، مما يتيح فحص ما تم تنفيذه بعد كل دورة، وتصحيح المسار سريعًا إن لزم الأمر ، هذا يعني أنه لن يتم اكتشاف الخطأ الكبير في نهاية المشروع، بل تتم معالجته خطوة بخطوة ، الفائدة هي :

  • كشف الأخطاء مبكرًا لا تنتظر نهاية المشروع لاكتشاف المشكلات.
  • تقييم مستمر للنتائج تتم مراجعة المنتج بانتظام لضمان المسار الصحيح.
  • اتخاذ قرارات مدروسة يتم البناء على بيانات وتجارب فعلية.

الأدوار الرئيسية في مشروع الأجايل

1. مالك المنتج (Product Owner)

هو الشخص الذي يمثل رؤية العميل واهتماماته داخل الفريق، ويُعد المسؤول الأول عن تحديد ما الذي يجب بناؤه في التطبيق، وفي أي ترتيب ، يقوم مالك المنتج بإعداد وتحديث قائمة المتطلبات المعروفة باسم Product Backlog، ويُرتب أولويات المهام بناءً على قيمة كل خاصية للمستخدم النهائي أو المشروع ، كما يعمل كنقطة تواصل بين العميل وفريق التطوير، ويوضح الغرض من كل ميزة لضمان أن ما يتم تطويره يلبي التوقعات ، ويقوم بالتالي :

  • تحديد الأولويات يُرتّب المهام حسب أهميتها وتأثيرها على المستخدم.
  • إدارة قائمة المهام (Backlog) يُحدّثها باستمرار لتواكب التغيّرات.
  • التواصل مع الفريق يُوضّح المتطلبات ويجيب عن الأسئلة.

2 . فريق التطوير (Development Team)

هو الفريق الفني الذي يتولى التنفيذ العملي للتطبيق ، ويتكون من مطورين، ومصممين، ومختبرين (Testers)، وكل عضو في الفريق مسؤول عن جزء من عملية تطوير المنتج ، يعمل الفريق بطريقة تعاونية ذاتية التنظيم دون الحاجة إلى مدير مباشر، ويشارك جميع أفراده في التخطيط، والبناء، والاختبار، والتسليم. الهدف هو تقديم نسخة عاملة من التطبيق في نهاية كل سبرينت (Sprint)، مع تحسين مستمر في الأداء وجودة العمل ، ويقوم بالتالي :

  • البرمجة والتصميم يُنفّذون الخصائص المطلوبة بكفاءة.
  • الاختبار والتحقق يتأكدون من جودة الأداء وخلو التطبيق من الأخطاء.
  • العمل الجماعي يتعاونون بشكل يومي لتحقيق الأهداف المشتركة.

3 . سكَرام ماستر (Scrum Master)

هو الوسيط والميسر الذي يساعد الفريق على تطبيق مبادئ ومنهجية Scrum (وهي إطار عمل من أطر الأجايل) ، لا يوجّه الفريق تقنيًا، بل يضمن أن البيئة المحيطة تسمح للفريق بالعمل بكفاءة ، من مسؤولياته إزالة أي عوائق قد تعطل التقدم، وتنظيم الاجتماعات مثل اجتماع التخطيط والاجتماع اليومي، وكذلك مراجعة السبرينت ، كما يسعى باستمرار لتحسين أداء الفريق، ونشر ثقافة الأجايل داخليًا ، ويقوم بالتالي :

  • إزالة العقبات يُسهّل الطريق أمام الفريق لحل المشاكل بسرعة.
  • تنظيم الاجتماعات يُدير اللقاءات اليومية والاجتماعات الدورية.
  • تعزيز الأجايل يضمن التزام الفريق بالمبادئ والممارسات الصحيحة.

مراحل إدارة تطبيق جوال باستخدام الأجايل

1. جمع المتطلبات وتحليل الفكرة

في هذه المرحلة، يتم تحديد الفكرة الأساسية للتطبيق، وذلك عن طريق فهم احتياجات السوق وتحديد الجمهور المستهدف، مما يساعد على خلق منتج يلبي احتياجاتهم ،  الهدف هو تحديد ما يجب أن يقدمه التطبيق وما هي الأهداف التي يجب تحقيقها من خلاله.

  • تحديد فكرة التطبيق : يتطلب تحديد الفكرة الأساسية للتطبيق أولاً عبر فهم المشكلة التي يحاول التطبيق حلها أو الفائدة التي سيقدمها للمستخدمين ، يجب أن تكون الفكرة مبنية على احتياجات السوق الحقيقية.
  • تحليل السوق والتطبيقات المنافسة :يتم دراسة التطبيقات المنافسة في السوق، وتحليل مميزات وعيوب كل منها، بهدف تقديم ميزة تنافسية أو تحسين نقاط الضعف في المنتجات الموجودة.

2. كتابة قائمة المنتج (Product Backlog)

تعتبر قائمة المنتج بمثابة خارطة الطريق للمشروع، حيث يتم تحديد جميع الخصائص والمميزات المطلوبة التي يجب أن يتضمنها التطبيق ، يتم ترتيب هذه الخصائص بناءً على أولويتها وأهميتها للمستخدم النهائي.

  • قائمة الخصائص والمميزات : تُدرج في قائمة المنتج جميع الخصائص والميزات التي يجب أن يتضمنها التطبيق بناءً على رؤية مالك المنتج واحتياجات العميل ، هذه القائمة مرجعية لفريق التطوير طوال مراحل المشروع.
  • ترتيب الأولويات حسب الأهمية :يتم ترتيب المهام حسب قيمتها من حيث تأثيرها على التطبيق واحتياجات المستخدم ، هذا الترتيب يساعد في اتخاذ قرارات سريعة وفعالة عند البدء في العمل على المهام.

3. تخطيط السبرينت (Sprint Planning)

تتم في هذه المرحلة تحديد المهام التي ستُنفّذ في فترة السبرينت، التي عادة ما تكون بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع، بناءً على الأولويات التي تم تحديدها في قائمة المنتج ، خلال هذا الاجتماع، يقرر الفريق الخصائص التي سيتم تطويرها ويحدد المسؤوليات بوضوح.

  • اختيار الخصائص التي سيتم تطويرها : في بداية كل سبرينت، يتم تحديد مجموعة من الخصائص من قائمة المنتج التي سيتم تطويرها في هذا السبرينت المحدد.
  • توزيع المهام والمسؤوليات : يتم توزيع المهام على أعضاء الفريق حسب مهاراتهم وقدراتهم ، يجب أن تكون المهام واضحة لكي يتسنى لكل شخص معرفة ما هو مطلوب منه.

4. تطوير التطبيق

في هذه المرحلة، يبدأ فريق التطوير بتنفيذ الخصائص التي تم تحديدها في السبرينت، باستخدام أفضل الممارسات في البرمجة وتصميم الواجهات ، يتم التركيز على التطوير المستمر لضمان أن التطبيق يعمل بكفاءة وجودة عالية.

  • البرمجة باستخدام أفضل الممارسات : يبدأ فريق التطوير في تنفيذ خصائص التطبيق باستخدام تقنيات برمجة حديثة تضمن كفاءة الأداء وسرعة التنفيذ.
  • التصميم والاختبارات الأولية : تتضمن هذه المرحلة تصميم واجهات المستخدم، وكتابة الأكواد، بالإضافة إلى إجراء اختبارات مبدئية للتأكد من أن التطبيق يعمل وفقًا للمواصفات المحددة.

5. الاجتماعات اليومية (Daily Stand-up)

يتم تنظيم اجتماع قصير يومي (يستمر عادة من 10 إلى 15 دقيقة) يلتقي فيه الفريق لمتابعة التقدم المحرز، والتأكد من أن جميع الأعضاء على مسار واحد ، يتم مناقشة ما تم إنجازه، والمشاكل التي قد يواجهها الأفراد أو الفريق بشكل عام.

  • متابعة التقدم : في هذا الاجتماع اليومي يقوم كل عضو في الفريق بشرح ما أنجزه في اليوم السابق، وما سيتناوله في اليوم الحالي ، هذا يسهل تقييم التقدم العام في المشروع.
  • مراجعة العوائق: تتم مناقشة العوائق أو المشاكل التي قد تؤخر سير العمل، مثل نقص الموارد أو مشاكل تقنية، ليتم العمل على حلها فورًا.

6. استعراض السبرينت (Sprint Review)

في هذه المرحلة، يتم عرض ما تم تطويره من التطبيق في نهاية السبرينت على العميل أو الأطراف المعنية، للحصول على تعليقات فورية ، هذا يُتيح فرصة لتقييم ما تم إنجازه واتخاذ قرارات بشأن التعديلات أو الإضافات التي قد تكون ضرورية.

  • عرض ما تم إنجازه : يُعرض في هذا الاجتماع ما تم إنجازه من خصائص التطبيق على العميل أو الأطراف المعنية للحصول على تعليقات وملاحظات فورية.
  • تعديل الخطة حسب الملاحظات :بناءً على الملاحظات التي يحصل عليها الفريق، يتم تعديل الخطة وتحسين التطبيق لتحقيق رؤية العميل بشكل أكثر دقة.

7. اجتماع التحسين (Retrospective)

عند انتهاء كل سبرينت، يعقد الفريق اجتماع تحليلي لمناقشة ما تم بنجاح خلال السبرينت، وما يحتاج إلى تحسين ، يتم هذا الاجتماع بهدف تحسين أداء الفريق في السبرينت التالي، من خلال تطبيق دروس مستفادة من التجارب السابقة.

  • مراجعة ما تم إنجازه : يناقش الفريق ما نجح في السبرينت، سواء من حيث العمليات أو التنظيم أو التنفيذ.
  • تخطيط للتحسين المستمر : يقوم الفريق بوضع خطة لتحسين العمليات المستقبلية وتحقيق نتائج أفضل في السبرينتات القادمة.

الأدوات المستخدمة في تطبيق الأجايل

في إطار تطبيق منهجية الأجايل في إدارة مشاريع تطبيقات الجوال، تبرز مجموعة من الأدوات التي تسهم في تسهيل التعاون، وتنظيم المهام، وتعزيز الإنتاجية ، تلعب هذه الأدوات أدوارًا محورية في كل مرحلة من مراحل تطوير المشروع بدءًا من التخطيط والتصميم، مرورًا بالتنفيذ، ووصولًا إلى التسليم والتحديثات المستمرة ، فيما يلي عرض لأهم هذه الأدوات:

1. Jira: أداة تخطيط السبرينت وتتبع المهام باحترافية

تُعد Jira من الأدوات الأساسية في فرق العمل التي تعتمد على منهجية الأجايل، لما توفره من إمكانيات دقيقة في تخطيط السبرينتات، وتنظيم المهام، وتحليل تقدم المشروع ، وفيما يلي تفصيل لأهم الجوانب التي تميز هذه الأداة:

1.1 تقسيم المشروع إلى قصص مستخدم ومهام قابلة للقياس

يعتمد نظام الأجايل على تقسيم المشروع إلى قصص مستخدم (User Stories)، وهي وصف مختصر للوظائف من منظور المستخدم النهائي ، يوفر Jira أدوات مرنة لإنشاء هذه القصص، وربط كل واحدة منها بعدد من المهام الفرعية (Subtasks)، مما يجعل عملية التطوير أكثر تنظيمًا وقابلة للقياس والمتابعة.

مثال عملي:كمستخدم أريد تسجيل الدخول باستخدام بريدي الإلكتروني وكلمة المرور، حتى أتمكن من الوصول إلى حسابي ، يتم تحويل هذا السيناريو إلى قصة مستخدم في Jira، ثم تقسيمه إلى مهام مثل:

  • تصميم واجهة تسجيل الدخول.
  • إنشاء API للمصادقة.
  • التحقق من صحة البيانات.

1.2 تخطيط السبرينتات وتحديد أولويات العمل

يُتيح Jira إعداد سبرينتات Sprint Planning بسهولة، وهي فترات زمنية قصيرة (عادة من أسبوعين إلى أربعة أسابيع) يتم خلالها إنجاز مجموعة من المهام ،تقوم الفرق باستخدام Backlog لتجميع كل المهام، ثم نقل المهام ذات الأولوية إلى السبرينت الحالي، وتحديد المدة الزمنية والمخرجات المتوقعة.

مميزات هذه المرحلة:

  • ضمان وضوح الأهداف للفريق.
  • إمكانية تتبع إنجاز المهام بدقة.
  • سهولة قياس الأداء وتحسينه في السبرينت التالي.

1.3 استخدام لوحات الكانبان والسكريم لتتبع التقدم

تُقسم المهام على اللوحة إلى أعمدة (To Do، In Progress، Done)، ويمكن سحب المهمة من عمود إلى آخر حسب تطور الحالة.

يوفّر Jira لوحات بصرية متقدمة مثل:

  • لوحة الكانبان (Kanban Board): مناسبة للفرق التي تعمل على مهام متغيرة بشكل مستمر.
  • لوحة السكرم (Scrum Board): مناسبة للفرق التي تعمل ضمن دورات تطوير زمنية (سبرينتات).

1.4 تتبع الأداء وتحليل التقدم باستخدام التقارير

يساعد المدراء وأصحاب المشروع على قياس كفاءة الفريق، وتحسين طريقة توزيع المهام في المستقبل بناءً على البيانات الفعلية.

واحدة من أقوى ميزات Jira هي إمكانية إنشاء تقارير مفصلة مثل:

  • Burn Down Chart: يعرض مدى سرعة الفريق في إنجاز المهام خلال السبرينت.
  • Velocity Chart: يعرض كمية العمل المنجزة عبر عدة سبرينتات.
  • Cumulative Flow Diagram: يساعد على معرفة إن كانت المهام تتراكم في مرحلة معينة.

1.5 دعم التعاون والتكامل مع أدوات أخرى

يمكن ربط Jira بأدوات أخرى مثل Slack، GitHub، Trello، Confluence وغيرها، مما يجعل التعاون بين فرق التطوير، التصميم، والإدارة أكثر سلاسة وتكاملًا.

أمثلة للتكامل:

  • إشعار تلقائي في Slack عند تحديث حالة مهمة في Jira.
  • ربط الكوميت من GitHub بمهمة Jira لمتابعة التقدم البرمجي.

Trello: البساطة في تنظيم العمل اليومي

يُعد Trello من الأدوات الخفيفة والفعّالة لإدارة المشاريع بطريقة مرنة وسلسة، مما يجعله مناسبًا للغاية لتطبيق منهجية الأجايل، خاصة في فرق العمل الصغيرة أو المشاريع التي تتطلب سرعة في الإعداد والتنفيذ دون تعقيد ، وفيما يلي عرض مفصل لأبرز ميزاته في هذا السياق:

2.1 نظام البطاقات والأعمدة: تنظيم بصري بسيط وفعّال

يعتمد Trello على أسلوب بصري بسيط يُعرف باسم لوحة الكانبان (Kanban Board)، حيث تُقسّم المهام إلى بطاقات (Cards) يتم وضعها في أعمدة (Lists) تمثل مراحل سير العمل.

مثل:

  • To Do (مهام لم تُنجز بعد)
  • Doing (قيد التنفيذ)
  • Done (تم إنجازه)

2.2 سهولة تخصيص اللوحات والمهام حسب احتياجات المشروع

واحدة من أبرز ميزات Trello هي مرونته العالية، حيث يمكن تخصيص اللوحة بما يتناسب مع طبيعة المشروع والفريق ، يمكنك مثلًا:

  • إنشاء أعمدة إضافية مثل مراجعة الكود، بانتظار الموافقة، متوقف مؤقتًا
  • إضافة تسميات (Labels) بالألوان لتحديد نوع المهمة (مثلاً: تصميم، تطوير، اختبار).
  • استخدام القوائم المرجعية (Checklists) داخل كل بطاقة لتقسيم المهمة إلى خطوات.

2.3 استخدام Trello في الاجتماعات اليومية السريعة (Daily Standups)

تُعد الاجتماعات اليومية من العادات الأساسية في منهجية الأجايل، ويمكِّن Trello الفرق من تنظيم هذه الاجتماعات بكفاءة.

طريقة الاستخدام: قبل الاجتماع، يستعرض كل عضو البطاقات الخاصة به ويحدّث حالتها ،أثناء الاجتماع، يناقش كل شخص ثلاث نقاط:

  • ما الذي أنجزه أمس؟
  • ما الذي سيعمل عليه اليوم؟
  • هل توجد أي عوائق تعيق التقدم؟

2.4 تتبع المهام الفردية وتحقيق الشفافية داخل الفريق

من خلال Trello، يمكن لكل عضو في الفريق معرفة المهام الموكلة إليه، وتواريخ الاستحقاق (Due Dates)، والمرفقات المرتبطة بكل بطاقة.

أمثلة على الاستخدام:

  • تعيين عضو معيّن على بطاقة معينة (Assignee).
  • إضافة ملاحظات أو تعليقات توضح التقدم أو التحديات.
  • رفع ملفات التصميم أو روابط الكود داخل البطاقات.

2.5 التكامل مع أدوات أخرى لتعزيز الإنتاجية

يدعم Trello عددًا كبيرًا من الإضافات (Power-Ups) التي تُضيف له قدرات جديدة

مثل:

  • ربطه بـSlack لتلقي الإشعارات.
  • دمجه مع Google Drive لمشاركة الملفات.
  • استخدام Calendar View لعرض المهام حسب المواعيد النهائية.

3. Figma وAdobe XD: تصميم واجهات المستخدم بطريقة تعاونية

تُعد أدوات تصميم واجهات المستخدم (UI) وتجربة المستخدم (UX) عنصرًا أساسيًا في نجاح أي تطبيق جوّال، خصوصًا في بيئة الأجايل التي تعتمد على التكرار السريع والتعاون المستمر ، وتأتي Figma وAdobe XD في مقدمة الأدوات التي تلبّي هذه المتطلبات بكفاءة عالية.

3.1 Figma: التصميم السحابي في الوقت الحقيقي

تُعد Figma من أبرز أدوات التصميم الحديثة بفضل اعتمادها على السحابة (Cloud-Based)، مما يتيح لمصممي الواجهات، والمطورين، ومديري المشاريع العمل على نفس التصميم في الوقت الحقيقي.

أبرز مزايا Figma:

  • العمل التعاوني المباشر: يمكن لعدة أشخاص فتح نفس الملف والتعديل عليه في نفس اللحظة، تمامًا كما يحدث في مستندات Google.
  • سهولة مشاركة التصميم: كل ما تحتاجه هو رابط لمشاركة المشروع مع أي عضو في الفريق.
  • تعليقات مباشرة: يمكن لأي عضو في الفريق إضافة تعليقات على العناصر داخل التصميم لتسهيل المراجعة.

3.2 Adobe XD: التكامل العميق مع أدوات Adobe

يتميّز Adobe XD بواجهة عمل أنيقة وسهلة الاستخدام، كما أنه يوفر تكاملًا ممتازًا مع بقية أدوات Adobe مثل Photoshop وIllustrator، مما يجعله خيارًا مثاليًا للمصممين الذين يعتمدون على حزمة Adobe.

ما يميز Adobe XD:

  • دعم النماذج التفاعلية (Prototypes).
  • سرعة الأداء وسهولة تصدير الأصول (Assets) للمطورين.
  • إمكانيات قوية في إعداد تصميمات متجاوبة (Responsive).
  • إمكانية إنشاء "Component States" لمحاكاة تفاعلات المستخدم.

3.3 النماذج التفاعلية: تجربة التصميم قبل البرمجة

تدعم كل من Figma وAdobe XD خاصية النماذج التفاعلية (Prototyping)، وهي ميزة تتيح للمصممين إنشاء تجربة قريبة من الواقع، بحيث يمكن للمستخدم أو العميل تصفّح التطبيق كما لو كان فعليًا.

أهمية النماذج التفاعلية:

  • اختبار قابلية الاستخدام (Usability Testing).
  • الحصول على ملاحظات مبكرة قبل كتابة أي سطر برمجي.
  • تقليل الأخطاء المكلفة الناتجة عن الفجوة بين التصميم والتنفيذ.

3.4 التعاون بين المصممين والمطورين

كلا الأداتين تدعمان ميزات تسهّل التواصل بين فريق التصميم وفريق التطوير

مثل:

  • مشاركة الكود الخاص بالأنماط (CSS, iOS, Android).
  • تصدير الأصول مباشرة بتنسيقات جاهزة للاستخدام.
  • توثيق التصميمات والأنماط بسهولة.

4. Git وGitHub: التحكم في الإصدارات ومشاركة الكود

في بيئة الأجايل، حيث يتم تطوير التطبيق وإطلاق إصداراته بوتيرة سريعة ومتكررة، تصبح أدوات التحكم في الإصدارات أمرًا جوهريًا لضمان تنظيم الكود، وتفادي الأخطاء، وتحقيق التعاون المثالي بين أعضاء الفريق ، وهنا تبرز أدوات مثل Git وGitHub كعناصر لا غنى عنها في سير العمل اليومي للمطورين.

4.1 Git: إدارة التعديلات والرجوع للإصدارات السابقة

يُعد Git نظامًا لإدارة التحكم في الإصدارات (Version Control System) يُستخدم لتتبع التعديلات على الكود البرمجي مع مرور الوقت ، فوائد Git في المشاريع الأجايل:

  • تتبع كل تغيير كل عملية تعديل يتم تسجيلها (Commit) بتفاصيل دقيقة مثل: من قام بالتعديل؟ ومتى؟ ولماذا؟
  • الرجوع إلى النسخ السابقة في حال حدوث خطأ أو خلل في الكود، يمكن ببساطة العودة إلى إصدار سابق مستقر.
  • العمل على فروع (Branches) يتيح لكل مطور العمل على ميزة جديدة أو إصلاح خلل دون التأثير على الكود الرئيسي.

4.2 GitHub: منصة التعاون المركزي لفريق التطوير

بينما يُستخدم Git محليًا لإدارة الكود، فإن GitHub يعمل كمستودع مركزي سحابي يُتيح للفريق مشاركة الكود ومراجعته وتنظيم التعاون فيما بينهم ، مزايا GitHub الأساسية:

  • مستودعات الكود (Repositories) مكان مركزي لتخزين المشروع وإتاحته لجميع أعضاء الفريق. للمزيد
  • Pull Requests (طلبات الدمج) آلية لدمج التعديلات بعد مراجعتها من قبل الزملاء.
  • Code Review مراجعة الكود قبل اعتماده، مما يُعزز جودة الكود ويقلل الأخطاء.
  • Issues وDiscussion أدوات لتتبع المهام، البلاغات، والاقتراحات.

4.3 ضمان جودة الكود وتحسين التعاون

من خلال دمج Git وGitHub في سير العمل الأجايل، يتمكن الفريق من الحفاظ على كود نظيف، منظم، وقابل للتوسع، مع الحد من التداخل بين مهام المطورين

  • تقليل التعارضات بين التعديلات.
  • تقوية المسؤولية الجماعية عبر مراجعات الكود.
  • دعم التطوير المستمر عبر إطلاق نسخ مستقرة بشكل دوري.

4.4 التكامل مع أدوات الأجايل الأخرى

تدعم GitHub التكامل مع العديد من الأدوات المستخدمة في منهجية الأجايل مثل:

  • Jira لربط المهام بالتعديلات البرمجية.
  • Slack لتلقي تنبيهات عند فتح طلبات دمج جديدة.
  • CI/CD Tools (مثل GitHub Actions) لأتمتة الاختبارات والإصدارات.

5. Slack وMicrosoft Teams: تسهيل التواصل الفوري بين أعضاء الفريق

في بيئة الأجايل، يعتبر التواصل المستمر والسريع بين أعضاء الفريق عنصرًا أساسيًا لضمان سير العمل بكفاءة وتجاوز العقبات في الوقت المناسب ، وهنا يأتي دور أدوات الاتصال الحديثة مثل Slack وMicrosoft Teams، حيث تتيحان مستوى عاليًا من التنسيق والتفاعل اللحظي، مما يُترجم عمليًا إلى تحسين الأداء وتسريع إنجاز المهام.

5.1 التواصل الفوري: قلب العمل الجماعي في الأجايل

أحد أهم مبادئ الأجايل هو التفاعل بين الأفراد أكثر من الأدوات، ومن أجل تحقيق هذا المبدأ، توفر Slack وMicrosoft Teams إمكانية التواصل الفوري بين أعضاء الفريق من خلال:

مزايا المحادثات الفورية:

  • إرسال رسائل فورية فردية أو جماعية.
  • مشاركة الروابط، الأكواد، والملاحظات بسهولة.
  • دعم الردود داخل المحادثات (Threaded Replies) لتنظيم الحوار.

أهمية ذلك في الأجايل:

عند ظهور مشكلة فنية أو تأخر في مهمة، يُمكن حلها بسرعة من خلال المحادثات المباشرة بدلًا من الاعتماد على البريد الإلكتروني التقليدي.

5.2 القنوات المخصصة: تنظيم المحادثات حسب الفرق أو المشاريع

توفر كل من Slack وMicrosoft Teams إمكانية إنشاء قنوات (Channels) مخصصة لكل مشروع أو فريق فرعي، مما يمنح المشروع وضوحًا وتنظيمًا أكبر.

أمثلة عملية:

  • أولًا، هناك قناة خاصة بتطوير الواجهة الأمامية للمطورين.
  • ثانيًا، لمتابعة المهام الإدارية، تم تخصيص قناة مخصصة لذلك.
  • وأخيرًا، لمراجعة الأخطاء البرمجية، توجد قناة لضمان الجودة والتصحيح الفعّال.

النتيجة:

تقليل الفوضى وتحسين التركيز، حيث يتلقى كل عضو فقط ما يهمه من تحديثات ومحادثات.

5.3 التكامل مع أدوات الإنتاجية الأخرى

من أبرز مزايا هذه الأدوات هو تكاملها مع مجموعة واسعة من أدوات العمل الأجايل مثل:

تكاملات مفيدة:

  • GitHub: تنبيهات عند فتح أو دمج Pull Requests.
  • Jira: إشعارات بإنشاء أو تحديث المهام.
  • Trello: إعلامات بتغييرات في البطاقات أو الأعمدة.

الأثر:

هذا التكامل يُمكّن الفريق من تتبع سير العمل بشكل مباشر دون الحاجة إلى التنقّل بين عدة أدوات.

5.4 جدولة الاجتماعات اليومية والاجتماعات السريعة (Daily Standups)

توفر Microsoft Teams (وإلى حدٍ ما Slack مع بعض الإضافات) أدوات مدمجة لجدولة الاجتماعات اليومية، وهي ركن أساسي في الأجايل.

الفائدة:

  • جدولة الاجتماعات داخل القنوات.
  • مشاركة شاشة، تدوين ملاحظات، تسجيل الاجتماعات.
  • إشعارات تلقائية للتذكير بحضور اللقاء.

في الأجايل:

الاجتماعات اليومية (Daily Standups) ضرورية لمتابعة التقدم، وتحديد العوائق، وتنسيق الجهود، وكل ذلك يمكن تنظيمه بسلاسة عبر هذه الأدوات.

5.5 دعم مبدأ الشفافية والتعاون الجماعي

من خلال تسجيل كل المحادثات، والإشعارات، والملفات المشتركة داخل القنوات، تسهم هذه الأدوات في بناء بيئة عمل شفافة، حيث يستطيع الجميع الوصول إلى المعلومات في أي وقت.

أهمية الشفافية:

  • تمكين أعضاء الفريق من فهم سياق القرارات.
  • تقليل الاعتماد على الاجتماعات الطويلة.
  • زيادة الثقة والتنسيق بين أعضاء الفريق.