أصبحت تطبيقات توصيل الطلبات شيئا أساسيًا في حياة الكثير من الناس ، فهي توفر لهم راحة وسرعة كبيرة ، بدلا من الانتظار لساعات في الطوابير واضاعة ساعات كثيرة ، سواء في توصيل الطعام، أو البقالة،ومع تزايد الطلب وكثرة التطبيقات ، اصبح تصميم التطبيق عاملاً حاسمًا في النجاح أو الفشل ، وفي هذه المقالة سنقوم بعرض كل الجوانب التي يجب توافرها لانشاء تطبيق توصيل للطلبات ناجح .
أولاً: فهم جمهورك المستهدف
في ظل التنافس بين تطبيقات توصيل الطعام اليوم ، لم يعد تصميم التطبيقات يعتمد فقط على البرمجة أو التصميم الجذاب ، بل اصبح ايضا فهمك للجمهور المستخدم ضرورة ، وشيء حيوي ، لبناء منتج ناجح ومطلوب ، ووفقا لاحصائية من شركة Statista ، فإن أكثر من 65% من المستخدمين يتركون التطبيق بعد اول مرة في الاستخدام ، إذا لم يكون يحقق متطلباتهم ، وهذا يوضح اهمية هذه الجزئية ، لذا، تبدأ رحلة بناء تطبيق توصيل ناجح من هذه النقطة الأساسية: من هو المستخدم؟ ماذا يريد؟ وما الذي يدفعه للبقاء أو المغادرة؟
1. تحديد الفئة العمرية والاجتماعية للمستخدمين
فهم الفئة العمرية والاجتماعية يساهم في تحديد طريقة التصميم وطريقة العرض واللغة المستخدمة لكي تكون متوافقة معهم. كما توضح دراسة أجريت في الشرق الأوسط أن الفئة العمرية بين 18 – 35 عامًا تمثل ما يزيد عن 70% من مستخدمي تطبيقات التوصيل.
طلاب الجامعات: يبحثون عن السرعة، الأسعار المناسبة، والعروض.
الموظفون: يهتمون بالكفاءة والوضوح وسرعة التوصيل خلال أوقات الراحة.
ربّات المنازل: يحتجن إلى تطبيق سهل، منظم، ويدعم طرق الدفع المتنوعة.
2. تحليل احتياجات وتوقعات المستخدمين
كل فئة من المستخدمين لديها مجموعة من الاحتياجات التي يجب أن يلبيها التطبيق حتى يكون جديرًا بالثقة والاعتماد ويعاودوا استخدامه مرة أخرى. على سبيل المثال، هناك تطبيقات اعتمدت على دراسة توقعات المستخدمين، مما أدى إلى زيادة المستخدمين للتطبيق، مثل تطبيق Uber Eats الذي زادت نسبة استخدامه 22% في أول 3 شهور من التحديث.
سهولة الطلب: كلما كانت خطوات الطلب أقل وأكثر وضوحًا، زادت نسبة الإقبال على التطبيق.
التتبع الفوري: 85% من المستخدمين يعتبرون خاصية “تتبع الطلب في الوقت الحقيقي” من أولوياتهم.
الدفع الإلكتروني الآمن: مع انتشار المحافظ الإلكترونية وبطاقات الدفع، أصبح توفير خيارات دفع متعددة من أساسيات التطبيق.
3. تحديد نوعية الطلبات والخدمات الأكثر استخدامًا
فهم ما الذي يطلبه المستخدم بدقة يساعدك على تحديد طبيعة المحتوى وطريقة تنظيمه داخل التطبيق. الأبحاث أوضحت أن تطبيقات الطعام تمثل 60% من سوق تطبيقات التوصيل، بعد تطبيقات البقالة بنسبة 20%، ثم الأدوية بنسبة 15%.
هل يهتم المستخدم بطلب الوجبات السريعة؟
أو هل يرغب في منتجات بقالة يومية؟
وهل يطلب أدوية أو مستلزمات طبية؟
ثانيًا: البنية الأساسية للتطبيق (Features Architecture)
من اهم الاشياء والركن الاساسي لاي تطبيق الذي يعتمد عليه نجاح التطبيق وانتشاره بين الناس هي البنية الاساسية القوية ، وتشير الدراسات إلى أن 80% من المستخدمين لا يعاودوا استخدام التطبيقات التي لا توفر تجربة استخدام مريحة وبنية اساسية واضحة لهم ،وهذا يؤكد لنا ان الاهتمام بهذه المرحلة امر مهم جدا لضمان ثقة المستخدمين وزيادة اقبالهم
وهذا يتضمن الاتي :
1. واجهة المستخدم (User Interface – UI):
1. تصميم بسيط وسهل الاستخدام
وضوح تقسيم الصفحات: تنظيم الشاشات مثل صفحة الطلبات، صفحة الحساب الشخصي، وصفحة المساعدة بشكل منطقي وسهل للمستخدم في التنقل.
إظهار العناصر الأهم أولًا: إبراز زر الطلب الآن أو البحث عن المنتجات في أعلى الشاشة لزيادة التفاعل.
ألوان مريحة للعين: استخدام نظام ألوان متسق (Color Palette) لتوحيد الألوان الأساسية والثانوية ليشعر المستخدم بالانسجام أثناء التنقل.
دعم الوضع الداكن (Dark Mode): خيار لتقليل إجهاد العين خاصة لليل، حيث تشير الدراسات إلى أن 65% من المستخدمين يفضلون الوضع الداكن ليلاً.
خطوط واضحة وأزرار قابلة للنقر بسهولة: اختيار حجم خط لا يقل عن 14px لسهولة القراءة على الشاشات الصغيرة، وضمان أن الأزرار لا يقل حجمها عن 44×44 بكسل لتقليل الأخطاء أثناء النقر.
2. تجربة المستخدم (User Experience – UX)
تجربة المستخدم هي العنصر الخفي الذي يحدد مدى سهولة وسلاسة استخدام التطبيق، فهي تجمع بين سرعة الإنجاز ووضوح الخطوات لتحقيق الهدف الأساسي: إتمام الطلب بسهولة. وأظهرت الإحصاءات أن تحسين تجربة المستخدم يمكن أن يرفع معدلات الطلبات بنسبة تصل إلى 60%. وفيما يلي بعض الأمثلة العملية:
تقليل عدد الخطوات لإتمام الطلب واختصار إجراءات التسجيل، مثل إمكانية تسجيل الدخول باستخدام حساب Google أو Apple لتسريع العملية.
التوصية الذكية (Smart Suggestions): عرض المنتجات المفضلة بناءً على طلبات سابقة لتقليل وقت البحث.
توفير طرق دفع متعددة، مثل تكامل بوابات الدفع الإلكترونية Stripe، PayPal، أو مزودي خدمات الدفع المحليين، بالإضافة إلى إتاحة الدفع عند الاستلام (Cash on Delivery).
تتبع الطلب في الوقت الحقيقي: عرض موقع السائق على خريطة مدمجة داخل التطبيق (Live Map) لتتبع تحرك المندوب لحظة بلحظة.
الإشعارات الفورية (Push Notifications): إرسال تحديثات تلقائية عن حالة الطلب (قيد التحضير، خرج للتوصيل، تم التسليم).
إمكانية التقييم وإضافة الملاحظات: عرض نافذة تلقائية لتقييم الطلب بعد التسليم، مع تمكين العملاء من إضافة صور أو فيديو لزيادة مصداقية التعليقات.
ثالثًا: المميزات الأساسية التي يجب توافرها في التطبيق
يعتمد نجاح تطبيقات توصيل الطلبات بشكل اساسي علي وجود مميزات توفر الاحتياجات لكل من يستخدم التطبيق ، ويمكن تقسيمهم الي ثلاثة انواع : المستخدم العادي، المندوب (الكابتن)، وإدارة التطبيق ، حيث أظهرت الدراسات أن التطبيقات التي توفر مميزات واضحة وسهلة الاستخدام تحقق معدلات رضا تتجاوز 85% مقارنة بالتطبيقات التي بها قصور في هذه الخصائص ، وسوف نتكلم عن كل منهم بالتفصيل :
1. المستخدم العادي
يُعد المستخدم هو الأساس في عملية التوصيل؛ لذا يجب توفير تجربة سلسة تشمل كافة مراحل الطلب لضمان راحته وزيادة ولائه للتطبيق. فيما يلي العناصر الأساسية التي يجب توافرها للمستخدم العادي:
التسجيل والدخول بسهولة (بريد إلكتروني / رقم هاتف / Google):
دعم الدخول بخيارات متعددة لتقليل العوائق. إمكانية تفعيل المصادقة الثنائية (Two-Factor Authentication) لحماية الحسابات.
إحصائية: 72% من المستخدمين يفضلون التطبيقات التي توفر خيارات تسجيل متنوعة.
اختيار الموقع الجغرافي تلقائيًا أو يدويًا:
تحديد الموقع باستخدام GPS تلقائيًا مع وجود خيار تعديل الموقع يدويًا في حال الحاجة.
إحصائية: 85% من العملاء يفضلون تحديد الموقع تلقائيًا لتسريع عملية الطلب.
تصفح المنتجات أو المطاعم بسهولة:
إمكانية البحث باستخدام كلمات مفتاحية أو تصنيفات. توفّر خاصية التصفية بناءً على السعر أو التقييم أو المسافة لتسهيل الوصول للمنتج المطلوب.
إحصائية: تحسين التصفح يزيد مدة بقاء المستخدم في التطبيق بنسبة 40%.
إضافة المنتجات إلى السلة:
تحديث السلة في الوقت الحقيقي عند إضافة أو حذف المنتجات، مع حساب السعر الإجمالي متضمّنًا رسوم التوصيل والضرائب.
إحصائية: التطبيقات التي تعرض التكلفة النهائية بوضوح تقل فيها نسب إلغاء الطلبات 30%.
تتبع حالة الطلب مباشرة:
عرض مراحل الطلب مثل: قيد التحضير، في الطريق، تم التسليم، مع إرسال إشعارات عند تغير حالة الطلب.
إحصائية: 78% من العملاء يعتبرون تتبع الطلب ميزة أساسية عند اختيار تطبيق التوصيل.
تقييم الخدمة أو المنتج:
نظام تقييم بالنجوم من 1 إلى 5، مع إمكانية كتابة تعليق وإضافة صور لزيادة الشفافية ومساعدة المستخدمين الجدد في اتخاذ قرارهم.
إحصائية: 65% من المستخدمين يطلعون على تقييمات العملاء قبل الطلب لأول مرة.
2. المندوب (الكابتن)
يمثل المندوب حلقة الوصل بين المتجر والمستخدم؛ لذا يجب تمكينه من أدوات تساعده على أداء مهامه بسهولة وسرعة. فيما يلي أهم المميزات التي يجب توفيرها للكابتن:
استقبال الطلبات:
إشعارات فورية عند وصول طلب جديد، مع إمكانية قبول أو رفض الطلب مع ذكر السبب عند الرفض.
إحصائية: سرعة استجابة المندوب للإشعارات تقلل زمن التوصيل بنسبة تصل إلى 25%.
تتبع مسار التوصيل:
عرض موقع العميل والمسار الأمثل عبر خرائط مدمجة داخل التطبيق، مع إمكانية تحديث حالة الطلب عند بدء التوصيل أو الوصول.
إحصائية: 82% من العملاء يشعرون بثقة أكبر عند تمكينهم من تتبع المندوب في الوقت الحقيقي.
التواصل مع العميل:
إمكانية الاتصال الهاتفي المباشر بالعميل، مع توفير خاصية المحادثة النصية داخل التطبيق لتسهيل التواصل السريع عند الحاجة.
إحصائية: 70% من المشكلات أثناء التوصيل تُحل بشكل أسرع عند توفر خاصية التواصل المباشر.
إدارة سجل الطلبات:
عرض سجل الطلبات السابقة بكل تفاصيلها، مع إظهار إحصائيات تتضمن عدد الطلبات المكتملة والملغاة وأداء المندوب خلال الفترات المختلفة.
إحصائية: المندوبون الذين يراجعون سجلات أداءهم يحققون دقة أعلى بنسبة 30% في توصيل الطلبات المستقبلية.
3. الإدارة (Admin Panel)
تحتاج إدارة التطبيق إلى لوحة تحكم قوية تمكّنها من متابعة العمليات وتحسين جودة الخدمة باستمرار. فيما يلي أهم الخصائص المطلوبة داخل لوحة التحكم:
إدارة المستخدمين:
إمكانية إضافة أو حذف أو تحديث بيانات المستخدمين، مع خيار حظر الحسابات المخالفة أو إرسال تحذيرات مباشرة.
إحصائية: الأنظمة التي توفر إدارة فعّالة للمستخدمين تقل فيها المشاكل التشغيلية بنسبة 35%.
إدارة المنتجات/المطاعم:
إمكانية إضافة منتجات أو قوائم طعام جديدة، مع تعديل الأسعار، الصور، أو وصف المنتجات بسهولة من لوحة التحكم.
إحصائية: تحديث القوائم بشكل دوري يزيد المبيعات بنسبة تصل إلى 28%.
متابعة الطلبات والدفع:
عرض حالة جميع الطلبات في الوقت الحقيقي، مع القدرة على تتبع عمليات الدفع سواء إلكترونيًا أو نقدًا.
إحصائية: مراقبة الطلبات والدفع تقلل الأخطاء المالية بنسبة 40%.
تحليلات وتقارير:
تقديم تقارير شاملة عن حجم الطلبات اليومية والأسبوعية، مع تحليلات سلوك المستخدمين لتحديد أفضل العروض والحملات التسويقية.
إحصائية: الشركات التي تعتمد التحليلات تحقق نموًا أسرع بنسبة 50% في معدل الطلبات.
رابعًا: الجوانب التقنية
عندما نقوم بعمل تطبيقات حديثة في يومنا هذا ، فإن الاهتمام بالجوانب التقنية ليست خيارا يمكن ان نهمله بل هو ضروروة لابد من تواجدها ،فهمي تصمن لن تجربة مستخدم سلسة ومفهومة وآمنة، كما تقوم ايضا بزيادة احتمالية الاحتفاظ بالمستخدمين ورضاهم ، وكشفت دراسة لموقع Google أن 53% من المستخدمين سيغادرون التطبيق إذا استغرق تحميله أكثر من 3 ثوانٍ، ما يبرز أهمية تحسين الأداء التقني ، وسوف نتحدث عن الجوانب بالتفصيل :
1. الأمان
يُعتبر الأمان الرقمي حجر الأساس لأي تطبيق ناجح، فالمستخدم لن يثق في تطبيق لا يوفر حماية لبياناته الشخصية مثل العناوين وبيانات الدفع.
وبحسب تقرير Verizon لعام 2024، فإن 43% من الهجمات الإلكترونية تستهدف الشركات الصغيرة والمتوسطة، ومن ضمنها تطبيقات التوصيل.
لذلك من الضروري الالتزام بممارسات حماية البيانات لضمان تجربة آمنة.
تشفير البيانات (Data Encryption):
استخدام بروتوكولات مثل SSL/TLS لحماية البيانات أثناء النقل بين المستخدم والخادم. للمزيد
تخزين آمن (Secure Storage):
استخدام تقنيات تشفير قواعد البيانات مثل AES-256 لضمان عدم الوصول غير المصرح به للبيانات الحساسة.
المصادقة المُتعددة العوامل (2FA):
إضافة طبقة أمان إضافية لحسابات المستخدمين من خلال إرسال رمز تحقق عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني.
2. الأداء
سرعة التطبيق تحدد بشكل كبير مدى بقاء المستخدم داخله. يشير تقرير Akamai إلى أن تأخير ثانية واحدة فقط في تحميل الصفحات يؤدي إلى انخفاض معدل التحويل بنسبة 20%. لذلك يجب التركيز على تحسين الأداء من البداية. وفيما يلي بعض الممارسات المهمة:
تحسين الصور والملفات (Asset Optimization):
ضغط الصور، استخدام صيغ حديثة مثل WebP/AVIF، وتصغير ملفات CSS وJS لتقليل حجم التحميل وتحسين زمن الاستجابة.
استخدام CDN (شبكات توزيع المحتوى):
توزيع المحتوى جغرافيًا يقلل زمن الوصول للمستخدمين في مناطق بعيدة ويحسن سرعة تحميل الموارد الثابتة.
إدارة الذاكرة (Memory Management):
تحسين استهلاك الذاكرة على الأجهزة الضعيفة عن طريق تنظيف الكاش، تحميل الموارد عند الحاجة (lazy loading)، وتقليل العمليات الخلفية المكثفة.
3. التوافق
تنوّع الأجهزة وأنظمة التشغيل يفرض على التطبيقات العمل بكفاءة على مختلف المنصات.
ووفقًا لدراسة Statista لعام 2024، فإن 71% من المستخدمين يعتمدون على Android مقابل 28% فقط على iOS،
ممّا يعني أن تجاهل أي منصة قد يؤدي إلى خسارة شريحة كبيرة من الجمهور.
ولتحقيق أفضل مستوى من التوافق، يجب مراعاة ما يلي:
تصميم متجاوب (Responsive Design):
تصميم الواجهات بحيث تتكيف تلقائيًا مع جميع أحجام الشاشات والأجهزة المختلفة.
اختبارات شاملة (Cross-platform Testing):
إجراء اختبارات على أنظمة وأجهزة متعددة لضمان ثبات الأداء وسلاسة الاستخدام.
تكامل الـ Native Features:
دعم ميزات النظام مثل الكاميرا، الـ GPS، والإشعارات المحلية لتحقيق أفضل تجربة ممكنة.
4. التكامل مع الخرائط
إضافة الخرائط إلى التطبيق يعزز تجربة المستخدم من خلال تحديد الموقع بدقة وسهولة الوصول.
ووفقًا لتقرير Google Maps Platform، فإن 74% من المستخدمين يفضلون التطبيقات التي تعرض معلومات الموقع بشكل مباشر.
ولتحقيق أفضل استفادة من الخرائط داخل التطبيق، يجب مراعاة ما يلي:
تحديد الموقع الجغرافي (Geolocation):
الحصول على موقع المستخدم بدقة باستخدام GPS لضمان سهولة تحديد الوجهة.
تتبع الطلب في الوقت الحقيقي (Live Tracking):
متابعة حركة المندوب أو الطلب على الخريطة مباشرة لتوفير تجربة شفافة للمستخدم.
حساب المسافة والتقدير الزمني (ETA Calculation):
إعطاء وقت تقديري لوصول الطلب لمساعدة المستخدم على التخطيط واستلام الطلب في الوقت المناسب.